وضع المدافع الفرنسي ليليان تورام الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات الدولية مع منتخب بلاده (142 مباراة)، حداً لمسيرته في الملاعب حسب ما أعلن الجمعة من العاصمة باريس.
وكان تورام (36 عاماً) الذي انتهى عقده مع برشلونة الإسباني، اكتشف مؤخراً أنه يعاني من تشوه في القلب ظهر خلال الفحص الطبي الروتيني الذي سبق توقيعه لباريس سان جرمان، ما جعل الطرفين يعلقان الاتفاق بينهما نتيجة لهذا التشوه الذي ليس بالخطير كما أظهرت الفحوصات الإضافية التي خضع لها بطل مونديال فرنسا 1998 وكأس أوروبا 2000.
وقال تورام في مؤتمر صحافي عقده في باريس: "اكتشفنا شيئاً على الصعيد الطبي لكن هذا القرار ليس على علاقة به وان كان هناك شيء ما، يجب الأخذ بالاعتبار العوامل العائلية، أردت أن أكون (باولو) مالديني بالنسبة لباريس سان جرمان لكن هذا الأمر أصبح مستحيلاً، أنا حزين لإيقاف مسيرتي بهذه الطريقة".
وأثار موضوع تورام مؤخراً ضجة إعلامية، لأن الجميع طرح علامة استفهام حول كيف أن لاعباً مثل النجم الفرنسي أمضى 18 عاما في الملاعب تنقل فيها بين موناكو وبارما يوفنتوس الإيطاليين وبرشلونة، لم يعلم بتاتاً أنه يعاني من مشكلة صحية مماثلة رغم الفحوصات الطبية العديدة التي خضع لها مع منتخب بلاده أيضاً.
وجاء الجواب من البروفيسور سايان الذي كشف على تورام في حزيران/يونيو الماضي، إذ اعتبر أن هذا التشوه يتطور مع الوقت ومن الصعب جداً اكتشافه في مراحله الأولى.
وكان تورام أعلن اعتزاله دولياً في 17 حزيران/يونيو الماضي أي في المباراة الأخيرة لمنتخب بلاده في كأس أوروبا، عندما خسر أمام نظيره الإيطالي (صفر-2) وودع الدور الأول من البطولة القارية.
ولم يشارك تورام في تلك المباراة لأن مدرب المنتخب ريمون دومينيك أوكل مهمة وسط الدفاع إلى الظهير إيريك أبيدال، لتكون بالتالي المشاركة الأخيرة لهذا المدافع المميز "مذلة" لأن فرنسا سقطت أمام هولندا (1-4) في لقائه رقم 142 مع "الديوك".
ولا يزال الجمهور الفرنسي يتذكر اللقطة الأشهر لتورام، وكانت خلال مونديال 1998 عندما سجل هدفين في مرمى كرواتيا خلال الدور نصف النهائي وقاد بلاده إلى المباراة النهائية حيث فازت على البرازيل (3-صفر).
بدأ تورام مسيرته الاحترافية عام 1990 مع موناكو وبقي مع الأخير حتى 1996، عندما انتقل إلى بارما وتوج مع الأخير بلقب كأس الاتحاد الأوروبي والكأس المحلية وكأس السوبر المحلية أيضاً وجميعها في 1999.
وواصل تورام مشواره مع بارما حتى 2001 حيث انتقل إلى يوفنتوس الذي لعب في صفوفه حتى 2006 وهو توج مع فريق "السيدة العجوز" بلقب الدوري المحلي عامي 2002 و2003 ولقب كأس السوبر المحلية خلال 2002 و2003 أيضاً، قبل أن يعاقب فريقه عام 2006 بإنزاله إلى الدرجة الثانية بسبب تلاعبه بنتائج الدوري، فأجبر المدافع الفرنسي على البحث عن مغامرة جديدة مع برشلونة، وكانت هذه المغامرة عادية جداً لأن الفريق الكاتالوني لم يحرز خلال تواجد تورام معه إلا لقب كأس السوبر المحلية في 2006.
أما على الصعيد الدولي فبدأ تورام مسيرته في 17 آب/أغسطس 1994 أمام تشيكيا في لقاء انتهى بالتعادل (2-2) ثم واصل مشواره مع "الديوك"، مسطراً 142 مشاركة دولية آخرها في الجولة الثانية من الدور الأول لكأس أوروبا أمام هولندا في 13 حزيران/يونيو الماضي.